الأنساب
حنيفة
حَنِيفَةُ
هو ابن لجيم بن صَعْب بن عَلي بن بَكْرِ بن وائل بن قاسط بن هنب بن أَفْصَا بن دُعْمَيٌّ بن جَدِيْلَةَ بن أُسَدِ بن ربيعة بن نزار بن معد ابن عدنان
وقد استقر بنوه في اليمامة بعد انتقال بطون ربيعة إلى شرق الجزيرة ، ثم إلى خارجها عند ظهور الإسلام ، واستطاعوا أن يحافظوا على بقائهم في واديهم المعروف باسم الْعِرْض ( باطن الرياض الآن ) بين قبيلتين من أعظم القبائل وأقواها وأكثرها عدداً وهما بنو تميم من الشرق والشمال والغرب ، وقيس عيلان في الغرب أيضاً – الجنوب الغربي ، وإلى هذا يشير شاعرهم موسى بن جابر الحنفي – ازيرق اليمامة – في قصيدته الرائية قال :
وَجَدْنَا أَبانا كان حَلَّ بِبَلْدَة سُوى بَيْن قَيْسٍ قَيْسِ عَيْلَان وَالْفِزْر(۱).
وَرَابِيَة إِمَّــــــــا الْعَدُوُّ فحولها مُطِيفٌ بِنا في مِثْل دَائِرَةِ المُهْـــرِ
فَلَمَّا نَأَتْ عَنَّا العَشِيْرَةُ كُلُّهَا أَقَمْنَا وَخَالَفْنَا السُّيُوفَ عَلَى الدَّهْـــرِ
فما أَسْلَمَتْنَا بَعْدُ في كُلِّ وَقْعَة وَلَا نَحْنُ أَغْمَدْنَا السُّيُوفَ على وثر
وكانت قاعدة بلاد نجد مَدينَةَ بلاد نجد مَدينَةَ حَجْرٍ في وسط بلادهم ـــ التي قامت مدينة الرياض مكانها قال الهمداني(۲) في ذكر قرى حنيفة : أرض اليمامة حَجْر وهي مصرها ووسطها ومنزل الأمراء منها وإليها تجلب الأشياء ثم جو وهي الخِضْرِمةُ وهي اليمامة ، وهي من حجر على يوم وليلة ، وفيها بنو سحيم وبنو تمامة وبنو عامر بن حنيفة وبنو عجل.
والعرض وهو واد باليمامة من أعلاها إلى أسفلها ، وفيه قرى ينزلها بنو حنيفة وأسفله الكرش قرية بها بنو عَدِيّ بن حنيفة ، وإلى جنبها قرية يقال لها منفوحة لبني قيس بن ثعلبة ، وفوق ذلك قرية يقال لها وبرة بها ناس من البادية ، وفوق ذلك قرية يقال لها العوقة (٣) فيها ناس من بني عدي بن حنيفة ، وفوق ذلك قرية يقال لها غبراء بها بنو الحارث بن مسلمة بن عُبيد ، وفوق ذلك قرية يقال لها مُهمشة والعمارية مقرونة بها ، بها بنو عبد الله بن الدُّول ، وفوق ذلك قرية يقال لها فيشان بها بنو عامر بن حنيفة ، وفوق ذلك قرية يقال لها أباض بها كانت وقعة خالد بن الوليد ومُسيلمة لبني عدي بن حنيفة ، وفوق ذلك قرية يقال لها الهدار بها بنو هفان بن الحارث بن الدول وفوق ذلك واد آخر يقال له وادي قُرَّان ، وبه قرية يقال لها قُرَّان وهو الذي يعني علقمة بن عبدة بقول :
سُلاءَة كعَصَا النَّهْدِي غُلَّ لها ذُو فَيْتَةِ مِنْ نَوَى قُرَّان مَعْجُــــوم
وبقران هذه بنو سُحَيم ، وأسفل منها قرية يقال لها مَنْهم قال
مُرَفِّضٌ : بَلْ هَلْ شَجَتْكَ الطُّعْنُ باكرةً كَأَنَّهُنَّ النَّخْلُ مِنْ مَلْهَـم
وقال طرفة : وأَنَّ نِساءَ الْحَيَّ يَرْكُدْنَ حَوْلَهُ يَقُلْنَ عَسِيبٌ من سَرَارَة مَلْهَا وبها بنو غبر بن يَشْكر ، وفوق ذلك قرية يقال لها القُريَّة بها بنو سدوس ابن شیبان بن ذهل بن ثعلبة . انتهى
وذكر لُغْدَة الأصبهاني في كتاب « بلاد العرب » كثيراً من قرى بني حنيفة مما لا تطيل بذكره وكان يجاور بني حنيفة في أسفل واديهم بعض إخوتهم من بني وايل .
ومازال الوائليون المذكورون إلى عصرنا يحلُّون في بلادهم القديمة . ومنهم آل مقرن الأسرة التي تُنسب إليها الأسرة السعودية الكريمة ومنهم آل حمود – وآل دِرْع ، وآل دُغَيْر ، وآل ريس ، وآل زيد ( في المصانع ) وآل شاشات ، وآل الشَّمَيسي ، وآل عُثمان ، الذين من آل مدهش ، وآل مقرن ( في الباطن ) ، والنمور – من الدروع (٤) وممن كانوا – إلى عهد قريب – من سكان هذه البلاد من الوائليين – الجلاليل أهل منفوحة ، وآل شعلان الذين منهم دهام بنُ دواس ، وآل سُحَيم – في معكال – وآل زرعة ـ ومنهم من تَوَلَّى إمارة مقرن الرياض الآن وآل مُدَيْرس ، وكانت لهم إمارة أيضاً وممن قبل هؤلاء : آل يزيد وآل مزيد ، والموالفة والدروع والمردة.