الأنساب
آل سعود
آل سُعُودْ
في الرياض .
ماذكر هذا الاسم الكريم ( سعود ) إلا خطر في ذهني قولُ ابنِ الرومي :
كَمْ مِنْ أبِ قَدْ عَلَا بِابْنِ لَهُ شرفاً
إنها أسرة قد أغناها الله عن الإطراء والثناء ، بما وهبها من الحول والطُّول. – وما مَنَحَها من الْعِزّ الذي بِهِ أَعْلَى شَأْنَ الْأُمِّةِ العربيَّةِ وأَشادَ صَرْحَ الْعَدْل راسخاً في هذه المملكة ، وأَيَّدَ الدِّينَ الإسلامي الحنيف في جميع أنحاء المعمورة ثم هي بما لها ـ بين العرب ، من أصالة في الحسب والنَّسَب : تُعتبر أرْفَعَ أَسْرَةٍ سامقة الفروع ، راسخة الأصول ، في الجُذْمِ الرَّبَعِي الْعَدْنَاني ، الذي سما بانتساب تلك الأسرة إليه فَسُعُود – الجد الذي تنمى إليه هذه هو ابن محمد بن مقرن وسَيَأْتي الكلام مُفَصَّلاً عن آل مُقْرِنِ الْمُرَيْدِي الوائلي الرَّبَعِي ، وعن المردة ووايل في تحلها من هذا الكتاب ولا يتّسع المجال للحديث عن هذه الأسرة الكريمة التي ألفت عنها المؤلفات الكثيرة ، ومازالت تُؤَلّف منذ منتصف القرن الثاني عشر إلى هذا العهد ، فالكتاب مُخَصَّص لذكر الأنساب ، لا للتاريخ ، الذي يحسن الاكتفاء بعرض جمل موجزة منه قال ابن بشر ما مُلَخَصُهُ (۱) : فأما محمد بن مقرن فخلف من الولد مقرن وسعود . ومقرن هذا ليس له ذرية إلا عبد الله الذي جعله عبدالعزيز أميراً في الرياض يوم فتحها . وأما سعود فخلف أولاداً محمد منهم ومَشَاري وتنيَّان وفرحان فأما محمد فهو كما ذكرنا صَفَتْ له ولاية الدِّرْعيَّة بعد قتل ابن مُعَمَّرٍلزيد وأصحابه . فلما تبين الشيخ محمد بن عبد الوهاب – قدس الله روحه – بهذه الدعوة في بلد العيينة عند عثمان بن مَعُمَّرٍ ، ورأى منه الجفاء ، قصد محمد بن سعود فآواه ونصره ، وجهز الجيوش لنصر دعوته كما سبق ذلك مفصلا ومن أولاده الإمام المجاهد، والبطل المجالد ، مجهز الغزوات والجنود ، ورافع الرايات والبنود ، عبد العزيز بن محمد بن سعود ، قاد الجيوش العرمرمية لنصر الدعوة المحمدية ثم ولده الإمام سعود بن عبد العزيز الذي قاد الجيوش المنصورة ، والخيل العتاق المشهورة ، حتى أذْعَنَتْ صناديد العربان ، وذلتْ رؤساؤهم لأحكام القرآن وكذا صار في زمن أبيه بل هو فيه أعظم أمنا وإيمان ثم ابنه الإمام عبد الله بن سعود ، الذي قاد الجيوش شرقاً وغرباً وكابد العساكر المصرية حرباً وضرباً ، فتتابعت عليه الحروب والكروب ، وصبر حتى تفرّق الناس عليه شعوب ، وحارب الترك في الحجاز وفي الدرعية ، حتى مصى عليه حُكْمُ رَبِّ البرية ، وانتقض نظام الجماعة والائتلاف، بعدما قاتل قتالاً ما قاتله أحدٌ من الأسلاف. ومن أبناء سعود فيصل وقتل في حرب الدرعية وكان له شجاعة وشهرة . وناصر وتركي ماتا قبله وإبراهيم قتل في ذلك الحرب وسعد وفهد ومشاري وعبد الرحمن وعمر وحسن نقلهم إبراهيم باشا إلى مصر، بأولادهم ونسائهم كما سبق بيانه وماتوا هناك ومن أولاد عبدالله بن سعود سَعْدُ الذي اشتهر في حرب الدرعية . ومن أبناء محمد بن سعود أيضاً عبدالله بن محمد بن سعود الذي آزر أخاه عبدالعزيز ، وقاتل معه أَشَدَّ القتال ثم ابنه الإمام ، والشجاع الهمام، تركي بن عبدالله ، الذي أطفأ الله به نار الفتنة بعد اشتعال ضرامها ثم ابنه الإمام ، الشجاع الثابت الضرغام ، فيصل بن تركي ، الذي استنقذ الملك ، وظهر من حبس الترك مرتين ، وأخذ الملك قسراً وقهراً كرتين وأما أولاد فيصل فالأكابر منهم عبدالله ومحمد وسعود . وأما جلوي بن تركي فاستعمله الإمام فيصل على ناحية عظيمة وسياتي ذكره والتعريف بفخره وأمره . وأما عبد الله بن تركي فشجاعته مشهورة وفضائله معروفة منشورة ، وقد استعمله الإمام فيصل في سراياه ، فظهر منه شجاعة وإقدام ، ورأي ونقض وإبرام . وكان لعبد الله بن محمد (٢) أولاد كبار مات أكثرهم في مصر ، ومنهم عبدالله بن إبراهيم بن عبد الله المؤازر لابن عمه الإمام فيصل في بلدة الرياض وأما مشاري بن سعود بن محمد بن مقرن فإنه الذي آزر أخاه محمد ابن سعود ، في نصر هذا الدين، وابنه حسن بن مشاري الذي قاد السرايا وقاتل مع عبد العزيز بن سعود وله أولاد فرسان شجعان ، قتلوا في حرب إبراهيم باشا في الدرعية ، وابنه أيضاً عبدالرحمن ، وابنه مشاري بن عبدالرحمن هو الذي قتل ابن عمه الإمام تركي رحمه الله وأما تُنيَّان بن سعود بن محمد بن مقرن فإنه ضرير البصر ، ولكن الله فتح بصيرته لهذا الدين ، وكان عَضُداً لأخيه محمد بن سعود والمشير عليه بالقبول والمؤازرة للشيخ على هذه الدعوة . ومن ذريته عبدالله بن ثنيان بن إبراهيم بن ثنيان المذكور . ومنهم فيصل بن ناصر بن عبدالله بن ثنيان الذي قتل مع الإمام فيصل في حرب الدَّلم . ومنهم محمد بن يوسف بن ثنيان جاء من مصر وسكن عند الإمام فيصل . وأما فرحان بن سعود فمن ذريته سعود بن إبراهيم بن عبدالله بن فرحان .. وأجمل ما فَصَّلَهُ ابن بشر صاحب كتاب تحفة المشتاق (٣) فقال : وأما مقرن بن مرخان بن إبراهيم بن موسى بن ربيعة بن مانع بن ربيعة المريدي فله من الولد : محمد وعياف وعبدالله ـ جد آل ناصر – ومات محمد بن مقرن سنة ١١٠٦هـ فأما محمد بن مقرن ، فله من الولد مقرن وسعود ، ومقرن هذا ليس له ذرية إلا عبد الله ، الذي جعله عبد العزيز بن محمد بن سعود أميراً في الرياض حين استولى عليها وأما سعود بن محمد بن مقرن ، فله أربعة أولاد ، وهم : محمد ومشاري وثنيان ومرخان ، ومات سعود المذكور سنة ١١٣٧هـ . فأما محمد بن سعود بن محمد بن مقرن فهو الذي قام في نصرة الشيخ محمد بن عبد الوهاب وكانت له الولاية بعد أبيه ، وتوفي محمد ابن سعود المذكور شهيداً سنة تسع وسبعين وألف ومئة وتولى بعده ابنه عبدالعزيز وتوفي يوم الاثنين ٢٢ رجب سنة۱۲۱۸هـ وتولى بعد عبدالعزيز ابنه سعود وتوفي ليلة الاثنين ٢١ جمادى الأولى سنة ١٢٢٩هـ وتولى بعده ابنه عبدالله بن سعود بن عبدالعزيز وأمسكه إبراهيم باشا في الدرعية وأرسله إلى مصر سنة ١٢٣٣هـ وكان السعود بن عبدالعزيز عدة أولاد غير عبدالله المذكور ، وهم : ناصر ، وتركي ، ماتا في حياة أبيهما . وفيصل ، وإبراهيم وإبراهيم ، قتلا في حرب الدرعية وسعد ، وفهد ، ومشاري ، وعبدالرحمن ، وعمر ، وحسن ، نقلهم إبراهيم باشا إلى مصر بأولادهم ونسائهم ومن أولاد محمد بن سعود أيضاً عبدالله بن محمد بن سعود ولعبد الله المذكور عدة أولاد . منهم : الإمام تركي بن عبدالله وإبراهيم – وولده عبد الله بن إبراهيم بن عبدالله بن محمد ، ابن سعود الملقب صنيتان وباقي أولاد عبدالله بن محمد بن سعود نقلهم إبراهيم باشا إلى مصر وماتوا هناك وأولاد الإمام تركي بن عبدالله بن محمد بن سعود ثلاثة ، وهم : فيصل ، وجلوي ، وعبد الله وأولاد الإمام فيصل أربعة (٤) وهم : عبد الله ، صار في الملك بعد أبيه ، ومات ولم يعقب إلا إناثاً ومحمد ، ومات ولم يعقب وسعود ، وأولاده خمسة : منهم عبدالرحمن ـ قتله بريه ، في واقعة مشهورة ، ولم يعقب ومحمد ، وعبد الله ، وسعد ، قتلهم سالم بن سبهان في الخرج سنة ١٣٠٥ هـ بأمر محمد بن عبدالله بن رشيد ، ولهم أولاد معروفون . وعبد العزيز توفي في حايل سنة ۱۳۲۲هـ وله أولاد معروفون (٥) . أما مشاري بن عبد الرحمن بن حسن بن مشاري بن سعود بن محمد ابن مقرن ، وهو الذي قتل خاله تركي بن عبد الله بن محمد بن سعود ابن محمد بن مقرن ، بعد صلاة الجمعة في بلد الرياض ، وهو خارج من المسجد ، وذلك في سلخ ذي الحجة سنة ١٢٤٩هـ . وأما تُنيَّان بن سعود بن محمد بن مقرن فإنه ضرير البصر ، وأولاده ثلاثة ، وهم : إبراهيم وعبد الله ويوسف . فإبراهيم هو جد عبد الله بن تُنَيَّان بن سعود المشهور ، وعبدالله هو جد فيصل بن ناصر بن عبدالله بن تُنَيَّان بن سعود ، ويوسف هوأبو أحمد بن يوسف بن ثنيان بن سعود وأما مرخان بن سعود بن محمد بن مقرن فمن ذريته سعود بن إبراهيم بن عبد الله بن مرخان ، انتهى ماذكره ابن بسام صاحب کتاب تحفة المشتاق بنصه ومن أبناء الإمام فيصل بن تركي : الإمام عبدالرحمن أبو بطل الجزيرة وموحد أقطارها الإمام عبدالعزيز بن عبدالرحمن الفيصل ، أعلى الله في الفردوس مقامه ، وإخوته الغُر الميامين ، ثم أبناؤه الملوك والأمراء ، سعود وفيصل وخالد رحمهم الله ـ وخادم الحرمين الشريفين الملك فهد المفدَّى أَيَّدَهُ الله بالتوفيق ، وسدد خطاه ، وجعل له من إخوته أمراء البلاد وقادتها خير بطانة تؤازره على الحق والعدل لتنعم الأمة بما شملها في هذا العهد الميمون من صنوف السعادة والأمن والاطمئنان والرفاهية ويُجْمَلُ القول عن نسب هذه الأسرة السعودية الكريمة أنها من آل مقرنٍ ، المتصل نسبه بربيعة المُرَيْدِي والْمُرَدَةُ من بني وائل من أسَدِ بن ربيعة ، هذا باتفاق علماء النسب من أهل نجد والقول بأن آل سعود من بني حنيفة القبيلة الكريمة التي وصفها الله . في القرآن الكريم بالبأس الشديد – قول معروف عَنْ بَعْض مؤرخي نجد ، وبعض الباحثين من آل سعود – كالأمير عبدالله بن عبدالرحمن ، رحمه الله – ومن غيرهم من العلماء المعاصرين مَنْ يرجحه وهذا لا يُنافي انتساب الأسرة إلى قبيلة عَنَزَةَ ، كما أوضحته في الكلام على ( وايل ) الجد الذي لا خلاف في انتساب الأسرة إليه ـ كما في كتاب «مثير الوجد» و «شجرة آل سعود » . وما هي الأنْسَابُ العريقة وما جدواها إذا لم تكن الأفعال الكريمة ؟ !
وذكرت محاورة جَرَتْ بين الكاتب المؤرخ المعروف أمين الريحاني(٦) وبين الملك عبدالعزيز – رحمه الله – حول قول المتوكل الليثي :
لَسْنَاوإِنْ أَحْسَابُنَا كَرُمَتْ يوماً على الأحْسَابِ نَتَّكِــلُ
نَبْنِـي كَمَـا كَانَـتْ أَوَائِلُنَا تَبْنِي وَنَفْعَلُ مِثْلَ مَا فَعَلُوا
فقاطع الملك عبدالعزيز الريحاني حين قرأ البيتين قائلاً : نَحْنُ نَبْنِي يا حضرة الأستاذ كما كانت تبني أوائِلُنا ، ولكنَّنَا نَفْعَلُ فوق ما فعلوا فقال الريحاني : أحسنت ياطويل العمر ، أحسنت !! أصلحوا البيت حتى إذا قرأ كلُّ مَنْ تَشَرَّف بالمثول لديكم : نبني كَمَا كَانَتْ أَوَائِلُنَا تبني ونَفْعَلُ (فَوْقَ) مَا فَعَلُوا تحتدم فيه شعلة الحياة الجديدة ، فيسعى وهو يحترم الأجداد في ما يُؤهله لاحترامهم.
(۱)عنوان المجد ، ص ۱۱ ج ۲ - طبعة وزارة المعارف سنة ١٣٩١هـ (۱۹۷۱م) .
(٢)هو عبد الله بن محمد بن سعود بن محمد بن مقرن جد الأسرة المالكة الكريمة ، ونسل أخيه عبدالعزيز محمد انقرضوا .
(٣)الكتاب لايزال مخطوطاً
(٤) بل خمسة ويظهر أن هذا الكلام ، قيل قبل ولادة الإمام عبدالرحمن بن فيصل .
(٥) لم يذكر الإمام عبدالرحمن بن فيصل - رحمهما الله
(٦)ملوك العرب » ج ۲ ص ۹۷ ط ١٩٥١ في بيروت
آل سُعُودْ
في البديع ، في الأفلاج . من الصخابرة ، من آل محمد ، من الفرجان ، من الدواسر (۱)
(۱) الحريق ۷۱
أنساب ذات صلة
آل مهيزع
-
تأليف
عبد الرحمن النجدي
آل مهيدب
-
تأليف
عبد الرحمن النجدي
آل مهوس ( آل سلطان )
-
تأليف
عبد الرحمن النجدي
آل مهنا
-
تأليف
عبد الرحمن النجدي
آل مويشير
-
تأليف
عبد الرحمن النجدي
آل مويس
-
تأليف
عبد الرحمن النجدي
آل موسی
-
تأليف
عبد الرحمن النجدي
الموانع ( آل مانع ) آل موسى
-
تأليف
عبد الرحمن النجدي
آل منيف
-
تأليف
عبد الرحمن النجدي
آل منيف ( المنيفي )
-
تأليف
عبد الرحمن النجدي
المنيعي
-
تأليف
عبد الرحمن النجدي