باب العين { ع }

عائذ

عَائِذُ

بفتح العين المهملة بعدها ألف فياء وقد تهمز ــ مثناة تحتية مكسورة فذال معجمة .

واحدهم عائذي من القبائل التي تحضرت، واختلف النسابون في أصلها : إلا أنها صحيحة النسب . وأكثر فروعها تنتسب إلى عبيدة من قحطان (۱) ، على ماهو متعارف بين المنتسبين إليها من أهل نجد ولا يزال لعائذ بَقِيَّةٌ معروفة بهذا الاسم في بلاد عبيدة بلاد قحطان (٢) وإن خالط القبيلة إِيَّان عِزّها أخلاط من قبائل أخرى – شأنهَا شَأْنَ غيرها من قبائل العرب. ويظهر أن انتقال عائد إلى بلاد نجد كان قبل القرن السابع الهجري، فقد ذكرت ياقوت في معجم البلدان » في رسم ( الوشم ) مانصه : وأخبرنا بدوي من أهل تلك البلاد أن الوشم خمس قرى ، عليها سور واحد ، من لبن (٣) ، وفيها نخل وزرع لبني عايذ ، لآل مزيد ، وقد يتفرع منهم ، والقرية الجامعة فيها تَرْمَدَاءُ ، وبعدها شقراء ، وأَشَيْقِرُ ، وأبو الريش والمحمدية (٤) ، وهي بين العارض والدهناء (٥) وبصرف النظر عَمَّا في هذا الكلام من الأخطاء الكثيرة ، إلا أنه يدل على أنَّ بني عايذ كانوا معروفين في تلك البلاد في زمن ياقوت – القرنين السادس السابع – وقد يكون ذالك قبل عهده وفي كتاب « مسالك الأبصار » (٦) : عائذ بنو سعيد : دارهم من حرمة إلى جلاجل والتويم ووادي القرى ، وليس بالوادي المقارب المدينة النبوية الشريفة – زادها الله شرفاً ـ ويعرف بالعارض ، ورماح والحفروحدثني أحمد بن عبدالله الواصلي أن بلادهم بلادُ خَيْرٍ ذات زرع وماشية ، بقرى عامرة ، وعيون جارية ، ونعم سارحة ، ولأرضهم بذالك الوادي منعة وحصانة ، قال : وكان المظفر بيبرس الجاشنكير هم بقصده واللحاق به ، والمقام فيه وأن يكون فيه كواحد من أهله ، مُرْتَزِقاً من سوائم الإبل والشاء . قال : ثم انثنى رأيه عن ذالك آخر الوقت ولو وَجَّهَ إِليه وَجْهَهُ كانَ أحْمَدَ لِمُنتَجَعِهِ ، وأَدْنَى لِعَودِهِ إِلى صَلَاح الحال ومُرْتَجَعِهِ . انتهى وأورد ابن فضل الله إشارة تدل على قوة قبيلة عائذ بحيث أن بعض قبائل العارض تنتمي إليهم فحينما عدد الذين ينضافون إلى إمرة آل فضل قال : ( وفرقة من عايذ وهم آل يزيد وشيخهم ابن مغامس والمزايدة وشيخهم ابن أبي محمد) (٧) وحينما تحدث عن منازل بني يزيد يقول : ( دارهم ملهم وبنبان وحجر ومنفوحة وصياح والبرة والعويند وجو) ويقول عن المزايدة : دارهم البخراء وحرمة وهي حرمة أخرى غير التي تقدم ذكرها ، وسيحة الدبيل والهريم والبريك ونعام والخرج (٨) . انتهى . ومن المعروف أن آل يزيد وآل مزيد من بقايا بني حنيفة ولعلهم انضووا إلى عائد عند ضعفهم . وفي تاريخ ابن لعبون (٩): وقد ذكر السيد أحمد بن عبدالله بن حمزة في شرح « ذات الفروع » لما أتى على قوله : وعائذ الشُّمُّ الذين إليهم من المجد غايات العُلَى تَتَأَوَّبُ قال في الشرح : هو عائد بن ربيعة بن عُقيل ، وكان سعيد بن فضل الطائي قد غزاهم – في ألف وخمس مئة فارس فوافاهم خلوفاً قد غزوا ربيعة الفرس – فأخبروا أنَّ طيئاً قد استاقت أموالهم فرجعوا فأدركوهم ، فاقتتلوا قتالاً شديداً ، فَقُتِل سعيد بن فضل ، وأسر ولده ، وأخذ من خيلهم ألف قليعة ، وقتلوا قتلاً ذريعاً . انتهى . وقد ذكر السيوطي بني عائذ فقال : بنو عائذ بن سعيد ذكرهم الحمداني ولم يُبين من أي عرب هم، غير أنه عائذ بن سعيد ثم قال : وديارهم من حرمة إلى جُلاجل ، والتويم ووادي القرى ، وقال : وليس بالوادي المقارب للمدينة ، ويعرف بالعارض – ثم أورد كلام صاحب مسالك الأبصار» ثم نقل عن السيوطي في  قلائد الجمان » بعد أن ذكر آل فضل بن ربيعة الطائيين الذين منهم آل عیسی وآل مهنا ملوك عرب زمانهم من العراق إلى الشام – قال : وينضم إليهم من سائر العرب زعب والحريب وبنو كلب وبنو كلاب ، وآل بشار وآل خالد حمص ، وطائفة من سنبس ، وخالد الحجاز ، والسراحين ، ويأتيهم من عرب البرية مَنْ نذكر ، فمن غزيّة غالب وأجود والبطنان وساعدة ، ومن بني آل جناح خالد والضبيبات من مياس ، والجبور، والدعم ، والقرشة وآل منيخة ، وآل بيوت والمعامرة ، والعلجان وفرقة من عائد وآل يزيد والدواسر . انتهى .
قال بعض المحشين على قوله : وفرقة من عائذ ، وهم آل يزيد وشيخهم ابن مغامس ، والمزايدة وشيخهم ابن أبي محمد ، وبنو سعيد وشيخهم العليمي والدواسر وشيخهم ابن بدران ، الكل من عائذ الحجاز ابن ربيعة . انتهى وقال ابن لعبون أيضاً (۱٠): قلت : والذي استفاض في منازل العائذيين أن دارهم ما بين العيينة إلى حدود الدرعية ، المسمى بالوصيل ، وأهلكهم آل درع ، والموالفة الذين بقاياهم آل سعود وآل وطبان وجميع الدروع وآل مديرس وآل عبدالرحمن شيوخ ضرما ، فقتلوا آل يزيد قتلاً ذريعاً ودمروا منازلهم . وأما المزايدة فديارهم الخرج المعروف اليوم ، وأما الدواسر فديارهم واديهم الذي هم فيه اليوم ، ولم نعلم لعائذ اليوم بادية مستقلة بنفسها إلا الدواسر ، على رأي مَنْ جعلهم منهم، والمعاليم أحلاف آل ظفير ، وحاضرتهم قليلة . هذا الذي لخصنا من نسبهم . انتهى أما نسب هذه القبيلة فقد اختلف فيه النسابون ، ولعل من أسباب الاختلاف أن اسم  عائد  مثل اسم ( خالد ) قد يطلق على غير واحد ولهذا رأيت أحد الباحثين في الأنساب يقول معلقاً على قول ابن عيسى (١۱) في ترجمة الشيخ أبي بطين : مانَصّه : قوله العائذي نسباً : عائد كَثِيرٌ : وعائذ حَنِيفَةَ ، وعائذ الظفير ، وعائذ قحطان ، والشيخ عبدالله بن عبدالرحمن أبا بطين من عائذ الظفير انتهى وما أرى هذا القول صحيحاً من حيث تَعدُّد قبيلة عائذ ، ولا من حيث نسبة أبي بطين إلى عائذ الظفير وجاء في صفة جزيرة العرب» للهمداني(١٢) في ذكر الأزد : ( وكان من روادهم رجل يقال له عائذ بن عبدالله ، من بني مالك نصر بن الأزد ) ـ ثم أورد له شعراً . وعائذ بطن من ضَبَّة فقد جاء في كتاب « عجالة المبتدي » للحازمي : العائذي منسوب إلى عائذ بن عمران بن مخزوم ـ من قريش ، وعائذ بن مالك بن سعد بن ضبة وجاء في كتاب « التنبيه والإيضاح عما وقع في الصحاح (١٣) لابن بري : لجواس بن نُعيم الضبي – وليس لجواس بن الْقَعْطَل :
مَتَى تَسْأَل الضَّبِّي عَنْ شَرِّ قَوْمِهِ يَقُلْ لَكَ : إِنَّ الْعَابِذِي لَيْمُ وقال ابن لعبون أيضاً (۱٤) : ورأيت نسبة لعائذ يقول فيها : عائد ابن سعيد بن زيد بن جندب بن جابر بن فريد بن عبد الحارث بن بغيض بن شكيم – بفتح المعجمة وسكون الكاف ؟ – المحاربي الجسري له وفادة (۱٥) ، قال البلاذري : ومن ولده لقيط بن بكير بن النظر (؟) بن سعد بن عائذ بن سعيد بن عائذ بن سعيد ، وكان راوية عالماً صدوقاً ، وشهد عائذ الجَمَل وصِفِّين ، وقتل بهما (۱٦). انتهى . وممن روى عنهم الهجري : ميمون بن شيخ العائذي ، من خويلد من ربيعة ، من عقيل ، صاحب سلامة ، أورد له شعراً ورأيت في ورقة نقلها الشيخ عبد الله بن زيد آل محمود قاضي قطر عن كتابة جده لأمه الشيخ صالح بن محمد بن حمد الشثري مانصه : ( ومن ذرية هوازن بن منصور : سبيع وبني هلال وعايذ وآل يزيد ) (۱٧) وقال الأستاذ عبد الله بن خميس : وعائد قبيلة رَبَعيَّةٌ ، تنازع السلطة فيها آل عثمان وآل زامل – ثم ذكر الأسر التي تُنمى إلى عائد ـ وقال : والمرجّح أن عائذاً خلفوا بني حنيفة على حكم الخرج – ثم سرد حوادث تتعلق بآل زامل رؤساء الدلم في الخرج(۱٨)ولاداعي للإطالة في ذكر من يُسَمَّى بعائذ وأرجح الأقوال وأصحها في نسب هذه القبيلة ماسبقت الإشارة إليه من أنها من عَبَيْدَةَ ، من جَنْب من قَحْطان ، على ماهو معروف بين الأسر التي تنتسب إليها ، وقد تكون عائذ عُقيل التي ذكر الهجري شملها هذا الاسم وكنت نشرت مقالاً في مجلة ( العرب ) (١٩) حول نسب هذه القبيلة فيه كونها عدنانية النسب ، ولكن اتضح لي ـ فيما بعد ـ أن هذا وإن صح على بعض فروع القبيلة ، فإن أصلها من قحطان . ويؤيد هذا ماجاء في كتاب « طُرفة الأصحاب في معرفة الأنساب (۲٠) في ذكر آل ضيغم من جنب ونَصُّهُ : وإخوتهم من أُمِّهم آل عائذ وآل راشد وبنو قيس وآل السفر وآل الصلت وأصحابهم يسمون الأبطن من ولد معاوية الجنبي(٢۱) وذكر أن روح بن مدرك أحد أجداد آل ضيغم تزوج عَبِيدَة بنت مهلهل بن ربيعة بعد معاوية بن عمرو بن معاوية بن الحارث الجنبي انتهى
وهذا الكلام وإن لم يكن صريحاً في ذكر القبيلة التي تشمل فروعاً كثيرة ، إلا أنه يتفق مع مايقوله المنتسبون إليها ( والناس مأمونون على أنسابهم ) وقول صاحب ( طرفة الأصحاب » قد ينطبق على فرع منهم ـــ أي بعد انتقالهم إلى نَجْد ، لأنه بعد زَمَنِ ياقوت بنحو نصف قرن . وينتسب إلى عائد اسر كثيرة منها : آل زامل ( آل عثمان ) ، وآل عفيصان ، وآل البجادي ، وآل كنهل ، وآل سيف ، وآل محسن ، وآل مُعيذر ، وآل حُنَين ، وآل عُلَى ـ بالتصغير وآل داعج وكل هاؤلاء من الخرج وآل أبا بطين في سدير ، وآل شهيل ، وآل عمار ، وآل داعج في المزاحمية ، وآل سالم ، وآل عواد في الدرعية ، وآل إدريس وآل سليمان في الحوطة ، وآل مُعْتَق في الزلفي ، وآل موسى في أشيقر

(۱) انظر مجلة العرب س٥ ص١١٥٧ وس ٦ ص ٧٢ وس ١٤ ص٥٨٤
(٢) انظر العرب ، ج ذي القعدة سنة ١٤٠١
(٣) الصواب على كل قرية سور .
(٤) لم يذكر ( مرأة ) وهي من أشهر قرى الوشم .
(٥) الوشم يقع غرب العارض لا شرقه ، ولا بينه وبين الدهناء
(٦) الباب الخامس عشر - نسخة أيا صوفيا في اسطنبول - رقم ٤٣١٧ ج ٤ الورقة ٩١
(٧) الورقة ٧٧ المصدر المتقدم وفي إمتاع ، ۲۹ : عائد قبيلة قحطانية ، يزيد ومزيد عشائر من العطيان ( بني عطية ) من عائذ ، وفي ص ۱۰۸ منه : قبائل عائذ من آل الصقر من ولد الحارث بن كعب ومنهم قبائل استقرت في نجد ، منهم العطيان من بني عطية بن دهاس ، وفيه ص ٢٠٦ : عائذ بن سعد العشيرة ومن بني عائذ هاؤلاء أسر كثيرة تطرق لهم صاحب و الحلل ، ومن بينهم الشبانات في حوطة بني تميم وسدير ، من آل يزيد الذين ينتمون مع إخوتهم بني مزيد إلى عائذ بن سعيد بن الصقر بن دعاس بن سلطان الحارثي المذحجي ، وانتبوا إلى عائد بن سعد العشيرة . انتهى ، وفيه ص٢٠٧ : ثم تغلبت عائد بنو بن سعيد بن صقر بن دعاس المذحجي على اليمامة في مطلع القرن الثامن وقضت على إمارة آل حمود ، وتفرع من بني عائد قبيلة بني عطية التي استولت على سدير وتفرع منها آل يزيد وآل مزيد واستمرت حتى شملها سلطان آل جبر ، وتغلب بعدئذ بنو خالد على اليمامة - وانظر ما ذكر ففيه تفصيل لا يتسع له المجال
(٨)الورقة ۹۲ المصدر المتقدم
(٩) ٢٦ ـ طبعة مكة وص٣٠
(١٠) ۳۱
(١۱) هامش عقد الدرر » لابن عيسى ص ٤٧ طبعة وزارة المعارف سنة ١٣٩١ في ذيل « عنوان المجد .
(۱٢) ص ۳۷۱ طبعة دار اليمامة للبحث والترجمة والنشر.
(۱٣) ج ۱ ص ١٤
(۱٤) ٣٣
(۱٥) مترجم في : الاصابة » برقم ٤٤٤٧ - الطبعة الثانية ج ۳ ص ٦٠٧ وفي و الاستيعاب » .
(۱٦) في الاصابة ـ نقلاً عن البلاذري بعد كلمة ( عالما ) : ( وكان أبوه بكير بن النظر صدوقاً عالماً . وشهد عائذ الجمل وصفين مع علي، ومعه راية بني محارب، وشهد قبل ذالك القادسية وجلولاء ، ونهاوند
أيام الفتوح ، وقتل بصفين
(۱٧) انظر رسم ( الشئور ) . (۱٨) معجم اليمامة » ٤٣٢/١ وما بعدها ، وانظر عن هذا « العرب ، س ١٤ ص ٥٨٤
(۱٩) س ٥ ص ١١٥٧
(۲٠) تأليف السلطان عمر بن يوسف بن رسول المتوفى سنة ٦٩٤
(٢١) وفي إمتاع » ۱٥ : في الكلام على مدير جد الأسرة السديرية بزعم مؤلف الكتاب ( فتوجه سدير حتى استقر في وادي الفقي ، وتغلب على بني عائذ بن سعد العشيرة .